نصيحة للاصلاح..!
يمنات
محمد اللوزي
الإصلاح ليس معصوما من الخطأ حتى لا يطاله النقد أو يشار إليه ولذلك عليه كحزب كبير ان يراجع مسيرته السياسية وبروح نقدية عالية ويقف على مكامن النجاح ويعززه ومكامن الإخفاق ويعمل على تجاوزها باعتبار أن غض الطرف عن اختلالات فيه توقعه في مصيدة الآخر نحن نعرف أن هناك قوى تحاول النيل منه وشل قدراته على مستوى دول وتنظيمات حزبية و سياسية تدفعها ثارات سياسية قديمة ترجع الى ماقبل الوحدة ومابعدها ربما كانت فتاوى علمائه أحد هذه الأسباب وعلى وجه الخصوص ماتعرضت له قوى اليسار الذي تداعى عليه اليمين (الاصلاح) بشدة وبالذات في حرب صيف ١٩٩٤ التي تحرك فيها الاتجاه الديني لمحق كل ماهو يساري واعتباره الحادا وكفرا صحيح أنها مواقف أشخاص لكنها فيى قلب التنظيم فاعلة وكان على الإصلاح في حينها ان يحدد موقفه من تلك الفتاوى واعتبر الصمت حينها رضى ولقد استفاد من كل هذا الشعبي العام الذي فك ارتباطه مع الإصلاح وتحول إلى خصم عنيد وفاعل ومؤثرمستغلا تلك الفتاوى ليضعه في خانة التطرف الأمر الذي حذى بالإصلاح إلى البحث عن معادلة أخرى سياسية يواجه بها الشعبي العام وبفعل تضرر الأحزاب اليسارية من الاقصاء والتهميش على إثر حرب صيف انوجد مايسمى أحزاب المشترك حيث وجد كل تنظيم فيه ظالته مع البقاء على حذر من التجمع اليمني للإصلاح على خلفية مواقفه السابقة التي كان فيها متشدداعلى الآخرومقصياله لدرجة القسوة وهو ماجعل تكتل المشترك يعيش حالة مداراة ومجاملة هدفها مواجهة النظام السابق الذي حاول إقصاء الجميع وتمادى لدرجة الاشتغال على التوريث الذي كان سببا في قلع العداد كله حتى اذا ماتهاوى النظام أخذ كل تنظيم في المشترك ينأى قليلا بنفسه عن التكتل ليحدث ضرافي الإصلاح ويتركه في مواجهة القادم فلربما يشل سياسيا ويقع في أزمات المواجهة مع المتغير .لنرى بعد إذ حجم الضربات الموجعة التي لحقت به .
والواقع ان الإصلاح تنظيم اناني في عمله السياسي وحتى الخيري فهو منغلق على نفسه ولم يدرك أن ثقله على الساحة اليمنية يستدعي منه العمل الوطني برؤية بانورامية واستحضار اليمن كجغرافيا ودولة والعمل من أجل وطن وليس تنظيم .وللأسف الشديد أخذ الإصلاح يشتغل من أجل نفسه ويرى ان كوادره لهاالاولوية في كل ما يحصل عليه من مكاسب بغض النظر عن الكفاءة والقدرة لتبقى الديمقراطية لديه مجرد ديكور لمكاسب تخصه في القوة والثروة والسلاح.
وهنا مكمن الخلل ففي حين يقف إلى جانب أعضائه يفقد في المقابل ثقة الجماهير العريضة. اي انه من ذات الربحية يقع في الخسارة ليحتشد الجميع ضده بلغة اتهام على خلفية مواقف سابقة أنه حزب التشدد والانغلاق والإرهاب .
هذا ما ساعد دولا خليجية وعلى وجه الخصوص الإمارات في محاولة الإجهاز على التنظيم وقمع وصل إلى مستوى الاغتيالات لاعضائه الفاعلين ولم يجد من يقف بحزم إلى جانبه ويدين جرائم تمسه .
والواقع ان إفراط الإصلاح في الانغلاق على نفسه ومعالجة قضايا فردية تخص أعضائه تجعله يقصي نفسه تماما وينظر إليه في مستوى لايقل عن المناطقية .
فهل يقدر على نقدذاته بروح متجردة من رغبة الاستحواذ والسيطرة والبرجماتية ليصل إلى مستوى التعبير عن وطن وشعب ؟ام سيبقى بذات الخط الدوغمائي اللامتحرر من( مغلق )هو فيه.
إن التفكير في جعل الوطن في خدمة الحزب والحزب في خدمة مجموعة هو ديدن التعددية الحزبية في بلادنا والاصلاح في قلب هذا التكوين المتعارض مع جوهر الفعل الديمقراطي والانتماء الوطني ودونما مغالطات وممحكات فإن تمكين أعضاء من مقدرات وطن على شكل وظائف ورتب عسكرية وامتيازات خاصة كماهو الحال أيضا لدى سلطة الأمر الواقع الحوثية هو عمل آني قابل للفشل ولعل هذا المعاش من السهام القوية الموجهة للإصلاح تأتي أحد أهم أسبابها في هذا السياق .
واذا هل يعيد قراءته في المسألة الوطنية ؟وهل يقف أمام سؤال مهم ماهو مفهوم الدولة لديه ؟ لأحداث متغير لصالحه في ظل أوضاع صعبة تريد النيل منه داخليا وخارجيا.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.